كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 8)

يفعل كذا، ومعناه: جانبه ذلك الفعل. ويتعدى بنفسه وباللام: حاشاك السوء، وحاشى لك السوء، حكاه الجوهري.
ومن النصب بـ"خلا" قول الشاعر:
[٤: ٦٧/ ب] /وبلدةٍ ليس بها طوري ولا خلا الجن بها إنسي
ومن النصب بـ"عدا" قول الراجز:
يا من دحا الأرض، ومن طحاها أنزل بهم صاعقة، أراها
تحترق الأحشاء من لظاها عدا سليمي، وعدا أباها
ويحتمل أن تكون هنا جارة؛ لأن "سُليمي" مقصور، لا يظهر فيه إعراب، و"أباها" يحتمل أن يكون على لغة من استعمله مقصورًا، فقال: قام أباك، ورأيت أباك، ومررت بأباك. وأوضح من هذا في استعمالها ناصبةً قول الشاعر:
تُمل الندامى ما عداني، فإنني بكل الذي يهوى نديمي مولع
وقوله ويتعين الثاني بـ"خلا" و"عدا" بعد "ما" عند غير الجرمي أي: ويتعين النصب إذا قلت: قام القوم ما خلا زيدًا، وما عدا زيدًا، هذا قول الجمهور إنه يتعين النصب وكونهما فعلين. ومن النصب بعد "ما خلا" قول الشاعر:
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل وكل نعيمٍ لا محالة زائل
وقال الفراء: "إذ استثنيت بـ (ما عدا) و (ما خلا) ضمير المتكلم قلت: ما عداني وما خلاني. ومن نصب بحاشا قال: حاشاني، ومن خفض قال: حاشاي".

الصفحة 315