كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 8)

لم ألف في الدار ذا نطق سوى طلل ...........................
وتقول: جاءني رجل سوى زيد, قال:
أصابهم بلاء كان فيهم سوى ما قد أصاب بني النضير
قال المصنف في الشرح: ((وتساويها أيضا في قبول تأثير العوامل المفرغة رافعة وناصبه [وخافضة] في نظم ونثر)) انتهى. وسنورد ما أورده المصنف في ذلك والخلاف فيه قريبا, إن شاء الله.
وقوله وينفرد بلزوم الإضافة لفظا, وبوقوعه صلة دون شيء قبله أي: وينفرد سوى عن غير بلزوم الإضافة لفظا, يعني أنها لما ساوتها فيما ذكر من الاستثناء المتصل والمنفصل والوصف وتأثير العوامل انفردت عنها بأنها لازمة الإضافة لفظا دون معنى, وسيأتي ذلك إن شاء الله.
ولا يعترض على سوى بقوله تعالى {مَكَانًا سُوًى} , فإنها هنا قد استعملت بلا إضافة لأنها مغايرة لها في المعنى, إذ هي هنا بمعنى مستو, فـ ((سوى)) لفظ مشترك.
وأما وقوعه صلة فتقول: مررت بالذي سواك, فتصل به الموصول في فصيح الكلام, وسنذكر علة ذلك,/ ولا تصله بـ ((غيرك)) , لو قلت ((جاءني الذي غيرك)) لم يجز فصيحا إلا عند الكوفيين.
وقوله والأصح عدم ظرفيته ولزومه النصب يعني انه لا يكون ظرفا البتة, ولا يلتزم فيه النصب, يعني انه مرادف ل، ((غير)) أبدا, فكما أن غيرا لا تكون ظرفا, ولا يلتزم فيها النصب, فكذلك سوى.

الصفحة 351