كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 8)

وكقول الآخر:
وقال نساء: لو قتلت لساءنا سواكن ذو الشجو الذي أنا فاجع
وكقول الآخر:
فقلت لهم: بني ذبيان عودوا كما كانت أوائلكم تعود
على المولى بالا تخذلوه فإن أخا سوائكم الوحيد
وجعل س سوى ظرفا غير متصرف, فقال في باب ما يحتمل الشعر مما لا يحتمل في غيره: (وجعلوا مالا يجري في الكلام إلا ظرفا بمنزلة غيره من الأسماء, وذلك قول المرار العجلي:
ولا ينطق الفحشاء من كان منهم إذا جلسوا منا ولا من سوائنا)
ثم قال: (فعلوا ذلك لان معنى سواء معنى غير).
قلت: قد صرح س بأن معنى/ [٤: ٧٧/ ب] سواء معنى غير, وذلك يستلزم انتفاء الظرفية كما هي منتفية عن غير؛ فإن الظرف في العرف ما ضمن معنى في من أسماء الزمان والمكان, وسوى ليس كذلك, فلا يصح كونه ظرفا, ولو سلم كونه ظرفا لم نسلم لزوم الظرفية للشواهد التي تقدم ذكرها نثرا ونظما.
فإن تعلق في ادعاء الظرفية بقول العرب: رأيت الذي سواك, فوصلوا الموصول بسواك كما وصلوه بـ (عندك) ونحوه من الظروف- فالجواب أن يقال: لا

الصفحة 356