كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

توكيد أفعال الطلب
أفعال الأمر كثيرة جدًا في القرآن الكريم، أحصيت مواضعها، فبلغت 1848، ثمانية وأربعين وثمانمائة بعد الألف.
جاءت أفعال الأمر في هذه المواضع كلها غير مؤكدة بالنون في جميع القراءات العشرية المتواترة، وفي المشهور من الشواذ.
لماذا قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة} وكرر ذلك في اثنى عشر موضعًا، من غير توكيد للفعل بالنون، فلم يقل: وأقيمن الصلاة، وآتن الزكاة في موضع من المواضع.
هل يرجع ذلك إلى ثقف الفعل المؤكد بالنون؟
لو كان في الفعل المؤكد ثقل ما اجتمعت أفعال ستة مؤكدة في آية واحدة في قوله تعالى:
{ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} [4: 119].
توكيد أفعال الطلب قليل أو كثير
انفرد ابن هشام من بين النحويين في قوله: توكيد الطلب كثير المعنى (2: 23) في سيبويه: 1: 149: «فأما الأمر والنهي فإن شئت أدخلت فيه النون، وإن شئت لم تدخل» وكذلك قال عن بقية أفعال الطلب وقال المبرد في المقتضب (3: 12): «وإن شئت لم تأت بها فقلت: اضرب ولا تضرب» وانظر التسهيل لابن مالك: 216، الهمع (2: 78).
علام اعتمد ابن هشام في حكمه؟
لو احتكمنا إلى أسلوب القرآن لوجدنا توكيد الطلب فيه قليلاً، لا تتجاوز نسبته المئوية 1.6%
كل ما جاء من توكيد الطلب في القرآن كان في هذه المواضع:

الصفحة 10