كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

عصاه - وعليه ما حمل) وفيه بصائر، ورأيت قفاه يافتى.
وإن أتممت فعربى حسن، وهو الأصل، وهو الاختيار لما ذكرت لك.
فإن كان قبل الهاء حرف ساكن ليس من هذه الحروف فإن سيبويه والخليل يختاران الإتمام، والحذف عندي أحسن، وذلك قوله: (منه آيات محكمات)، ومن لدنه يافتى. . .
واعلم أن الشعراء يضطرون، فيحذفون هذه الياء والواو، ويبقون الحركة؛ لأنها ليست بأصل؛ كما يحذفون سائر الزوائد، فمن ذلك قول الشاعر:
فإن يك غثا أو سمينا فإنني ... سأجعل عينيهي لنفسه مقنعا

وقال الآخر:
وما له من مجد تليد ولاله ... من الريح حظ لا الجنوب ولا الصبا

وقال:
له زجل كأنه صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير

وهذا كثير في الشعر جدًا
وقد اضطر الشاعر أشد من هذه الضرورة، فحذف الحركة مع الحرف، وكان ذلك جائزًا، لأنها زيادة، وهو قوله:
فظلت لدي البيت العتيق أريعه ... ومطواي مشتقا فإن له أرقان

جعل سيبويه والمبرد اختلاس حركة هاء الغائب، وتسكين الهاء من الضرائر الشعرية.
ونقل الرضي أن ذلك لبني عقيل وكلاب، قال في شرح الكافية 2: 10 «وبنو عقيل يجوزون حذف الوصل، أي الواو والياء بعد المتحرك اختيارا، مع بقاء ضمة

الصفحة 102