كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

الهاء وكسرتها، نحو: بلا وقلامه، ويجوزون تسكين الهاء، أيضًا» ومثله في البحر المحيط.
وقد جاء الاختلاس والتسكين كثيرًا في القراءات المتواترة.
1 - ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ... [3: 75]
قرأ البصري وشعبة وحمزة بسكون الهاء معًا. وقالون وهشام بخلف عنه بكسره من غير صلة وهو مرادهم بالاختلاس هنا. والباقون بكسره مع الصلة، غيث النفع: 66، الإتحاف: 176.
وفي معاني القرآن للزجاج 1: 439 - 440: «اتفق أبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة على إسكان الهاء من (يؤده) وكذلك كل ما أشبه هذا من القرآن اتفقوا على إسكان الهاء فيه، نحو: (نصله جهنم) و (نؤته منها) إلا حرفًا حكى عن أبي عمرو، حكى أبو عبيدة عن أبي عمرو أنه كسر في (ألقه إليهم) ولا فصل بين هذه الحروف، وسائر الحروف التي جزمها.
أما الحكاية عن أبي عمرو فيه وفي غيره فغلط، كان أبو عمرو يختلس الكسرة، وهذا كما غلط عليه في (بارئكم). . . وحكى سيبويه عنه - وهو في هذا أضبط من غيره - أنه كان يكسر كسرًا خفيفًا. وأما نافع وقراء أهل المدينة فأشبعوا هذه الحروف، فأثبتوا الياءات مثل (يؤده إليك).
وهذا الإسكان الذي حكى عنه هؤلاء غلط بين، لا ينبغي أن يقرأ به؛ لأن الهاء لا ينبغي أن تجزم ولا تسكن في الوصل.
وقد رد أبو حيان على الزجاج وغيره أبلغ رد، فقال في البحر المحيط 2: 499 - 500: «وما ذهب إليه أبو إسحاق من أن الكسر غلط ليس بشيء، إذ هي قراءة في السبعة، وهي متواترة وكفى أنها منقولة عن إمام البصريين أبي عمرو بن العلاء فإنه عربي صريح وسامع لغة، وإمام في النحو، ولم يكن ليذهب

الصفحة 103