كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

واعلم أن قومًا من ربيعة يقولون (فيهم) أتبعوها الكسرة، ولم يكن المسكن حاجزًا حصينا عندهم، وهذه لغة رديئة.
وقال ناس من بكر بن وائل: من أحلامكم وبكم، شبهوها بالهاء وهي علم إضمار. . . وهي رديئة جدًا. وانظر المقتضب 2: 269.
وقال الرضي في شرح الكافية 2: 11: «وأما ميم الجمع بعد الهاء المكسورة فلا يخلوا من أن تقف عليها أولاً، فإن وقفت عليها فلا بد من تسكين الميم بعد حذف صلتها.
وإن لم تقف عليها فلا يخلو من أن يكون بعدها ساكن أو متحرك، فإن كان بعدها ساكن فكسر الميم لإتباع كسر الهاء ولالتقاء الساكنين أقيس، نحو: (من دونهم امرأتين) و (عليهم الذلة) على قراءة أبي عمرو. وباقي القراء على ضم الميم؛ نظرًا إلى الأصل.
وإن كان بعدها متحرك فالإسكان أشهر، نحو (عليهم غير المغضوب عليهم). وبعضهم يشبع ضم الميم نحو (عليهمو غير المغضوب) كقراءة ابن كثير، وإشباع الكسر في مثله أقيس للاشباع».
وفي الإتحاف: 123: «واختلفوا في ضم الهاء وكسرها من (عليهم، لديهم، عليهما، إليهما، فيهما، عليهن إليهن، فيهن صياصهن، بجنتيهم، وما نريهم، وبين أيديهن، وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرًا أو مؤنثًا).
فحمزة، وكذا يعقوب من (عليهم، ولديهم، وإليهم) الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل؛ لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات. . . وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضًا. . . هذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو: (وإن يأتهم) (ويخزهم) (أولم يكفهم) أو بناء، فنحو: (فاستفتهم) فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله، إلا قوله تعالى: (ومن يولهم يومئذ) بالأنفال

الصفحة 111