كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

فلذلك قال {منه} أي من صداقها، وهو نظير: (وأعتدت لهن متكأ) أي لكل واحدة؛ ولذلك افرد (متكأ).
وقيل: يعود على {صدقاتهن} سلوكا به مسلك اسم الإشارة. . . وقيل: يعود على المال، وهو غير مذكور، ولكن يدل عليه {صدقاتهن} وقيل: يعود على الإيتاء، وهو المصدر الدال عليه (وآتوا)».
3 - إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ... [4: 140]
في البحر 3: 374: «الضمير في {معهم} عائد على المحذوف الذي دل عليه قوله: {يكفر بها ويستهزأ} أي فلا تقعدوا مع الكافرين المستهزئين. {حتى} غاية لترك القعود معهم، ومفهوم الغاية أنهم إذا خاضوا في غير الكفر، والاستهزاء ارتفع النهي؛ فجاز لهم أن يقعدوا معهم.
والضمير عائد على ما دل عليه المعنى، أي في حديث غير حديثهم الذي هو كفر واستهزاء.
ويحتمل أن يفرد الضمير، وإن كان عائدًا على الكفر والاستهزاء المفهومين من قوله: {يكفر بها ويستهزأ} لأنهما راجعان إلى معنى واحد، ولأنه أجرى الضمير مجرى اسم الإشارة في كونه لمفرد، وأن كان المراد به اثنين».
4 - إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ... [5: 36]
في الكشاف 1: 629 - 630: «لم وحد الراجع في {ليفتدوا به} وقد ذكر شيئان»؟
قلت: نحو قوله: فإني وقيار بها لغريب.
أو على إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة، كأنه قيل: ليفتدوا بذلك. ويجوز أن تكون الواو في {ومثله} بمعنى (مع) فيتوحد المرجوع إليه.

الصفحة 56