كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

عود الضمير على اللفظ دون المعنى
يعود الضمير على اللفظ، لا على المعنى في هذه المواضع:
1 - إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [2: 271]
الضمير المنصوب في {تخفوها} عائد على التطوع، فيكون الضمير قد عاد على الصدقات لفظًا لا معنى، فيصير نظير: عندي درهم ونصفه، أي نصف درهم آخر؛ لأن قائل ذلك لا يريد: أن عنده درهما ونصف هذا الدرهم الذي عنده، وكذلك قول الشاعر:
كأن ثياب راكبه بريح ... خريق، وهي ساكنة الهبوب

يريد ريحا أخرى ساكنة الهبوب. البحر 2: 324.
2 - وهو يرثها إن لم يكن لها ولد [4: 175]
ضمير {وهو} وفاعل {يرثها} عائد إلى ما تقدم لفظًا دون معنى، فهو من باب: عندي درهم ونصفه؛ لأن الهالك لا يرث، والحية لا تورث، ونظيره من القرآن: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره). البحر 3: 407.
3 - ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه [6: 60]
الضمير من {فيه} عائد على النهار، عاد عليه لفظًا، والمعنى في يوم آخر؛ كما تقول: عندي درهم ونصفه.
وقيل: على التوفي، وقيل على الليل. البحر 4: 147.
4 - الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له [29: 62]
{ويقدر له} هو من يشاء، فكأن بسط الرزق وقدره جعلا لواحد، قلت: يحتمل الوجهين جميعًا، يريد: يقدر لمن يشاء، فوضع الضمير موضع {من يشاء}. الكشاف 3: 492

الصفحة 63