كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

الضمير يعود على أحد القسمين
يعود الضمير مفردًا على أحد المذكورين السابقين عليه في هذه المواضع:
1 - يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين [4: 11]
قد بين أن المعنى: فإن كان الأولاد نساء. معاني القرآن للزجاج 2: 15
فإن كانت البنات أو المولودات نساء خلصا. الكشاف 1: 480.
ولما كان لفظ الأولاد يشمل الذكور والإناث، وقصد هنا بين حكم الإناث أخلص الضمير للتأنيث؛ غذ الإناث أحد قسمي ما يطلق عليه الأولاد فعاد الضمير على أحد القسمين. وإذا كان الضمير قد عاد على جمع التكسير العاقل المذكر بالنون في نحو: ورب الشياطين ومن أضللن؛ كما يعود على الإناث. فلأن يعود على جمع التكسير العاقل الجامع للمذكر والمؤنث باعتبار أحد القسمين، وهو المؤنث أولى.
وقال بعض البصريين: التقدير: وإن كانت المتروكات نساء. البحر 3: 181 - 182 كما عاد على البعض المفهوم من الجمع السابق. على البنات المفهومة من الأولاد. المغني: 654.
2 - هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل [10: 5]
وقدر القمر {والقمر قدرناه منازل} الكشاف 2: 329.
عاد الضمير عليه وحده؛ لأنه هو المراعي في عدد السنين والحساب عند العرب.
قال ابن عطية: ويحتمل أن يريدهما معًا بحسب أنهما مصرفان في معرفة عدد السنين والحساب، لكنه اجتزئ بذكر أحدهما؛ كما قال: (والله ورسوله أحق أن

الصفحة 65