كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

يرضوه)، وكما قال الشاعر:
رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بريئًا ومن جل الطوى رماني

البحر 5: 125.
3 - ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ... [42: 52]
{به} يحتمل أن يعود إلى (روحا) وإلى الكتاب، وإلى الإيمان، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود إلى الكتاب والإيمان معًا؛ لأن مقصدهما واحد، فهو نظير: (والله ورسوله أحق أن يرضوه) البحر 7: 528.
4 - فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه [2: 259]
{لم يتسنه} الفاعل ضمير الطعام والشراب، لاحتياج كل واحد منهما للآخر، فهما بمنزلة شيء واحد؛ فلذلك أفرد الضمير في الفعل أو جعل بمنزلة اسم الإشارة، ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب، وإذا لم يتغير الشراب فأن لا يتغير الطعام أولى، ويجوز أنه أفرد في موضع التنبيه كقوله:
فكأن في العينين حب قرنفل ... أو سنبلا كحلت به فانهلت

ولما كانت طاعة الرسول عليه السلام هي طاعة لله ورضاؤه إرضاء الله عاد الضمير عليهما مفردًا في هذه المواضع. البحر 2: 292.
1 - يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه [8: 20]
{عنه} لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن المعنى: وأطيعوا رسول الله، كقوله: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} ولأن طاعة الرسول وطاعة الله شيء واحد، فكان رجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما، كقولك:
الإحسان والإجمال لا ينفع في فلان، ويجوز أن يرجع إلى الأمر بالطاعة. الكشاف 2: 209.

الصفحة 66