كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

ضمير الجمع
جمع التكسير لما لا يعقل فرق فيه بين قليله وكثيره، فالأفصح في قليله أن يجمع الضمير، والأفصح في كثيره أن يفرد، كهو في ضمير المؤنث الواحد، ويجوز العكس:
1 - وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ... [2: 189]
الضمير في {أبوابها} عائد على البيوت، وعاد كضمير المؤنث الواحدة، لأن البيوت جمع كثرة، وجمع المؤنث، الذي لا يعقل فرق فيه بين قليله وكثيره، فالأفصح في قليله أن يجمع الضمير، والأفصح في كثيره أن يفرد، كهو في ضمير المؤنث الواحدة، ويجوز العكس.
أما جمع المؤنث الذي يعقل فلم تفرق العرب بين قليله وكثيره، والأفصح أن يجمع الضمير، ولذلك جاء في القرآن: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} ونحوه، ويجوز أن يعود كما يعود على المؤنث الواحد، وهو فصيح. البحر 2: 64.
2 - فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق [2: 197]
{فيهن} الضمير عائد على (أشهر) ولم يقل: فيها لأن أشهر جمع قلة وهو جار على الكثير المستعمل أيضًا. وقال قوم: هما سواء في الاستعمال. البحر 2: 87.
3 - إن عدة الشهور عند الله عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم [9: 36]
{فيهن} عائد على (الانثا عشر). وقال قتادة والفراء: عائد على الأربعة الحرم، نهى عن المظالم فيها؛ تشريفًا لها، ويؤيد عوده على الأربعة الحرم كونها أقرب مذكور وكون الضمير جاء بلفظ {فيهن} ولم يجيء بلفظ {فيها} كما جاء {منها أربعة حرم} لأنه قد تقرر في علم العربية أن الهاء تكون لما زاد على العشرة،

الصفحة 69