كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 8)

الاستبدال: أزواجا مكان أزواجا، واكتفى بالمفرد عن الجمع؛ لدلالة جمع المستبدلين؛ إذ لا يوهم اشتراط المخاطبين في زوج واحدة، ولإرادة معنى الجمع عاد الضمير في قوله: {إحداهن} جمعا. فدل لفظ {إحداهن} على أن الضمير في {آتيتم} المراد منه كل واحد واحد، كما دل لفظ: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج} على أن المراد: أزواج مكان أزواج، فأريد بالمفرد هنا الجمع، لدلالة {وإن أردتم} وأريد بقوله: {وآتيتم} كل واحد واحد بدلالة {إحداهن} وهي مفردة على ذلك. البحر 3: 206، العكبري 1: 97.
الضمير مثنى ويراد به الواحد
فلا جناح عليهما فيما افتدت به ... [2: 229]
في معاني القرآن للفراء: 1: 147: «يقال كيف قال: {فلا جناح عليهما}، وإنما الجناح - فيما يذهب إليه الناس - على الزوج لأنه أخذ ما أعطى؟ ففي ذلك وجهان:
أن يراد الزوج دون المرأة، وإن كانا قد ذكرا جميعا في سورة الرحمن: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح، لا من العذب.
ومنه {نسيا حوتهما} وإنما الناسي صاحب موسى وحده».
وفي البحر 2: 199: «الضمير في {عليهما} عائد على الزوجين معًا، أي لا جناح على الزوجين فيما أخذه، ولا على الزوجة فيما افتدت به. وقال الفراء. . . قال الشاعر:
فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر ... وإن تدعاني أحم عرضا ممنعا

حكم الضمير مع واو المفعول معه
إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم

الصفحة 78