كتاب توضيح المشتبه (اسم الجزء: 8)

الْبَصْرِيّ، فَلَمَّا ظهر بَين أهل السّنة القَوْل من الْخَوَارِج بتكفير أهل الْكَبَائِر، وَمن المرجئة بجعلهم إِيمَان أهل الْكَبَائِر كَإِيمَانِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل، ابتدع وَاصل قَوْله فِي الْمنزلَة بَين المنزلتين، الَّذِي هُوَ أحد أصُول الْمُعْتَزلَة الْخَمْسَة، فَقَالَ: الْفَاسِق من هَذِه الْأمة لَا مُؤمن وَلَا كَافِر، ثمَّ أظهر قبائح أخر، فطرده الْحسن عَن مَجْلِسه، فاعتزل عَنهُ، وَجلسَ عِنْد سَارِيَة فِي مَسْجِد الْبَصْرَة، وَجلسَ إِلَيْهِ عَمْرو بن عبيد فِي أنَاس، فَقيل لَهُم: معتزلون، مَاتَ وَاصل سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ومئة.
وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: رجل سوء كَافِر، حَكَاهُ المُصَنّف فِي ((الْمِيزَان)) .
وَلَا يغترن امْرُؤ بِمَا ذكر مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني فِي كِتَابه المضل الَّذِي سَمَّاهُ ((المرشد)) فِي تَرْجَمَة وَاصل من الثَّنَاء عَلَيْهِ والمدح لَهُ، كَمَا فعل بِغَيْرِهِ من رُؤُوس الْمُعْتَزلَة فِي هَذَا الْكتاب، فَإِن المرزباني على مذْهبه الْخَبيث.
ولواصل كتاب ((أَصْنَاف المرجئة)) ، وَكتاب ((التَّوْبَة)) ، وَكتاب ((مَعَاني الْقُرْآن)) ، وَكَانَ يتَوَقَّف فِي عَدَالَة أهل الْجمل، وخاض بشقاوته فِي أَمر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم، وأرضاهم.
و [المُغَيْربي] بِضَم الْمِيم أَيْضا، ثمَّ غين مُعْجمَة مَفْتُوحَة، ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة: بيليك بن عبد الله المغيربي، سمع من الْمُسلم بن مُحَمَّد بن مكي بن عَلان، وَحدث، فَسمع مِنْهُ بحلب مُحَمَّد بن طغريل، وَعمر بن العجمي، وَآخَرُونَ.

الصفحة 204