كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

(قد تنكر الْعين ضوء الشَّمْس من رمد ... وينكر الْفَم طعم المَاء من ضَرَر)

(مازال ذُو الْجَهْل يَبْغِي النَّقْص من حسد ... لذِي الْفَضَائِل إِذا فَاتَتْهُ فِي الْعُمر)

(فاصفح بِفَضْلِك عَنهُ واجتهد فَلَقَد ... حباك رَبك علما صَادِق الْخَبَر)
واقتفى أَثَره بعض الآخذين عَنْهُمَا فَقَالَ:
(يَا عَالما على الحَدِيث قد جذا ... وماحيا بحفظه ضرم الجذي)

(وباذلا للسعي فِيهِ جهده ... وراكبا لأَجله شط الشذى)

(لَا ينثني عَن حبكم إِلَّا فَتى ... معاند أَو حَاسِد وَمن هذي)

(إِنِّي أَقُول للعداة إِنَّه ... لقد سما على العدا مستحوذا)
وَقَالَ:
(لعمرك مَا بدا نسب الْمُعَلَّى ... إِلَى كرم وَفِي الدُّنْيَا كريم)

(وَلَكِن الْبِلَاد إِذا اقشعرت ... وضوح نبتها رعى الهشيم)
وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية عقب موت الْكَمَال وَلَكِن تعصب مَعَ أَوْلَاده من يحْسب أَنه يحسن صنعا وَكَانَت كوائن أُشير إِلَيْهَا فِي الفرجة ثمَّ رغب الابْن عَنْهَا لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بالصرغتمشية عقب الْأمين الأقصرائي وناب قبل ذَلِك فِي تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة بتعيينه وسؤاله، ثمَّ فِي تدريس الحَدِيث بالبرقوقية عقب موت الْبَهَاء المشهدي، وَقَررهُ الْمقر الزيني بن مزهر فِي الْإِمْلَاء بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا فاستعفى من ذَلِك لالتزامه تَركه كَمَا قدمه وَكَذَا قَرَّرَهُ الْمَنَاوِيّ فِي تدريس الحَدِيث بالفاضلية)
لظَنّه أَنه وَظِيفَة فِيهَا، كَمَا أَنه سَأَلَ شَيْخه بعد موت شَيْخه الْبُرْهَان بن خضر فِي تدريس الحَدِيث بالمنكوتمرية فَأَجَابَهُ بِأَنَّهُ لم يكن مَعَه إِنَّمَا كَانَ مَعَه الْفِقْه وَقد أَخذه تَقِيّ الدّين القلقشندي، بل عينه الْأَمِير يشبك الْفَقِيه الدوادار حِين غيبته بِمَكَّة لمشيخة الحَدِيث بالمنكوتمرية عقب التقي الْمَذْكُور فَلَا زَالَ بِهِ صهره حَتَّى أَخذهَا لنَفسِهِ وَكَذَا ذكر فِي غيبته التالية لَهَا لقِرَاءَة الحَدِيث بِمَجْلِس السُّلْطَان بعد إِمَامه وَمَا كَانَ يفعل لِأَن الدوادار الْمشَار إِلَيْهِ سَأَلَهُ فِي الْمبيت عِنْد الظَّاهِر خشقدم لَيْلَتَيْنِ فِي الْأُسْبُوع ليقْرَأ لَهُ نخبا من التَّارِيخ كَمَا كَانَ الْعَيْنِيّ يفعل فَبَالغ فِي التنصل كَمَا تنصل مِنْهُ حِين التمَاس الدوادار يشبك من مهْدي لَهُ عِنْد نَفسه، وَمن مُطلق التَّرَدُّد لتمر بغا المستقر بعد فِي السلطنة وَفِي

الصفحة 31