كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

وَخلق وتفقه بِأَبِيهِ وَجلسَ بعد موت أَخِيه أبي حَامِد للتدريس، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة فقدرت وَفَاته بهَا كَمَا تقدم. وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّاج الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأرسوفي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد)
تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة وَغَيرهَا وَعرض على الْعِزّ مُحَمَّد بن جمَاعَة وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ والشرف ابْن الكويك واشتغل فِي الْفِقْه على الْمجد الْبرمَاوِيّ والسراج الدموهي والزكي الْمَيْدُومِيُّ وَغَيرهم. وَحج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتعاني النّظم واشتهر فِي ناحيته بإجادته مَعَ فضيلته. لَقيته بِمصْر فَكتبت عَنهُ قَوْله:
(بمبسمه مر النسيم غدية ... وَعَاد وَفِي أرجائه الند والندى)

(وَقَالَ أما لولاه مَا كنت ذَا شذى ... ولولاي مَا كَانَ الرضاب مبردا)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْمُحب بن الزين بن التَّاج السندبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أحد الصُّوفِيَّة بالمؤيدية. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَلم يتكهل. وَكَانَ خيرا يتكسب بِالتِّجَارَة مِمَّن أَخذ يَسِيرا عَن أَبِيه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى بن حُسَيْن فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الْعِرَاقِيّ الأَصْل القمني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الشاذلي الْوَاعِظ. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقمن وتحول مِنْهَا مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ مرضع إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ مَعَ الْقُرْآن الْمجمع والأخسيكتي والملحة وألفية ابْن ملك وَعرض على جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة كالمحلي والبلقيني والمناوي والعبادي والديمي وكاتبه وَمن الْحَنَفِيَّة الْعَيْنِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْن قديد وَأبي الْعَبَّاس السرسي وَأقَام تَحت نظره بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ثمَّ بِجَامِع كزلبغا فِي حفظهَا، وَمن الْمَالِكِيَّة الزين طَاهِر وَابْن عَامر وجود الْقُرْآن على الشَّمْس بن الحمصاني واشتغل عِنْد أبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور والأمين الأقصرائي وَسيف الدّين وَغَيرهم فِي الْفِقْه والعربية، وَحج غير مرّة وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن على ابْن عمرَان بل سمع عَلَيْهِ جُزْء ابْن الْجَزرِي وتسلسل لَهُ مَا فِيهِ وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى

الصفحة 42