كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

الْكَرِيم الْأَرْبَعين المخرجة من مُسلم وعَلى ابْن الحبال جُزْء المناديلي كِلَاهُمَا فِي بعلبك، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فحج ثمَّ عَاد فَمَاتَ بعقبة إيلة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه لما ولي مشيخة خانقاه وَالِده كَانَ أهل حلب يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ لرياسته وحشمته وسودده وَمَكَارِم أخلاقه بِحَيْثُ كَانَ مواظبا على إطْعَام من يرد عَلَيْهِ، وَعظم جاهه لما اسْتَقل الْجمال الاستادار بالتكلم فِي المملكة فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيبه من قبل أمه فَأم جمال الدّين هِيَ ابْنة عبد الله وَزِير حلب عَم الشَّمْس أبي هَذَا، بل لما قدم الْقَاهِرَة بَالغ الْجمال فِي إكرامه وجهزه حِين كَانَ ابْنه أَحْمد أَمِير الركب مَعَه إِلَى الْحجاز فِي أبهة زَائِدَة فحج وَعَاد فَمَاتَ بعقبة إيلة وَسلم مِمَّا آل إِلَيْهِ أَمر قَرِيبه وَآله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو عبد الله بن الزين بن الْجمال الْجَوْهَرِي نِسْبَة للجوهرية بِالْقربِ من طنتدا بالغربية ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الأحمدي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن بطالة بِكَسْر الْمُوَحدَة، مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتفقه بالبرهان الأبناسي واختص بِهِ وَكَانَ مجاورا مَعَه بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية فَفِي الْفِقْه مُخْتَصر الْوَجِيز للأمين أبي الْعِزّ مظفر بن أبي الْخَيْر الواراني التبريزي وَالْحَاوِي وَفِي الْأُصُول منهاج الْبَيْضَاوِيّ وَفِي الْفَرَائِض مُخْتَصر الكلائي وَفِي الْعَرَبيَّة المطرزية وأجازوه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام المربي السالك الناسك الْفَاضِل وصاهر الشَّيْخ على المغربل على ابْنَته خَدِيجَة وَجلسَ لللمريدين، وابتني زَاوِيَة بفيشا المنارة وَكَانَ مشارا إِلَيْهِ بالصلاح وإكرام الوافدين. مَاتَ فِي لَيْلَة حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بزاوية وَلَده بقنطرة الموسكي. وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه فَقَالَ: مُحَمَّد الشهير بِابْن بطالة كَانَ أحد الْمَشَايِخ الَّذين يعتقدهم أهل مصر وَله زَاوِيَة بقنطرة الموسكي وَكَانَت كَلمته مسموعة عِنْد أهل الدولة واشتهر جدا فِي ولَايَة عَلَاء الدّين بن الطبلاوي. وَمَات فِي خَامِس عشري ربيع الأول وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة)
حملهَا الصاحب بدر الدّين بن نصر الله وَمن تبعه انْتهى. وَمَا سبق فِي تعْيين وَفَاته وَفِي كَون الزاوية لوَلَده هُوَ الْمُعْتَمد. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الْكَمَال أَبُو البركات بن أبي زيد الْحسنى المسكناسي السكندري. أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة سبع عشرَة وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقَالَ أَنه ذكر أَن أَبَاهُ صافحه قَالَ: صَافَحَنِي أَبُو الْحسن على الْحطاب وَعمر مائَة وَثَمَانِينَ صَافَحَنِي أَبُو عبد الله الصّقليّ صَافَحَنِي

الصفحة 46