كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

وَابْن الْجَزرِي وَحج فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا فَسمع بهَا من الشَّمْس الْبرمَاوِيّ)
وَالْجمال المرشدي والتقي بن فَهد ولازم أَوَّلهمْ كثيرا فِي الْفِقْه وأصوله وَبحث عَلَيْهِ شَرحه للألفية فِي الْأُصُول وَغَيره، وَعَاد إِلَى بِلَاده بعد حجه فِيهَا أَيْضا واشتهر بالفضيلة بِبِلَاد الْيمن، ثمَّ حج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وجاور الَّتِي تَلِيهَا فقدرت وَفَاته بهَا فَجْأَة فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وَدفن بالشبيكة رَحمَه الله وَغفر لَهُ. مُحَمَّد بن عبد الصَّمد المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالتازي نزيل مَكَّة. جاور بهَا قريب عشْرين سنة أَو أَزِيد واشتغل بالفقه قَلِيلا وَكَانَ يذاكر من حفظه بمواضع من موطأ إِمَامه رِوَايَة يحيى بن يحيى وَيفهم أَنه يحفظه، وَسمع بِمَكَّة من النشاوري وَابْن صديق وَغَيرهمَا وَلم يكن بالمرضى فِي دينه. مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو أول الَّتِي بعْدهَا برباط السدة مَحل سكنه وَدفن بالمعلاة، ذكره الفاسي فِي مَكَّة. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن قَاسم نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج التَّمِيمِي المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي الطّيب النغمة وَيعرف بِابْن قَاسم. ولد سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا بالفقه والعربية عِنْد مَسْعُود المغربي ولازمني فِي مجاورتي بِالْمَدِينَةِ فِي أَشْيَاء وَسَمعنَا من أناسيده الطّيبَة هُنَاكَ، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو المفاخر ابْن الشّرف أبي الْقسم بن الْمُحب النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سَابِع شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وقرأه عَليّ بِتَمَامِهِ بل سمع مني أَشْيَاء ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين جَمِيع البُخَارِيّ ومؤلفي فِي خَتمه، وَقد اشْتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَحضر عِنْد الْخَطِيب الوزيري وَنَحْوه بل لَازم القَاضِي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَهُوَ ذكي فهم يقظ كَانَ مِمَّن زار الْمَدِينَة وَقَرَأَ عَليّ بالروضة الشَّرِيفَة أَشْيَاء. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو عبد الله بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس ووالد الْمُنْتَصر مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بطرابلس الْمغرب وَكَانَ ولي عَهده فأسف عَلَيْهِ جدا وَكَذَا كثر أَسف غَيره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ مَوْصُوفا بالشهامة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق لَا تعرف لَهُ صبوة إِلَّا فِي الصَّيْد بل كَانَ مغرما بالجواري وَيعلم أَبوهُ بذلك فينهاه لِأَنَّهُ حدث لَهُ ورم فِي رُكْبَتَيْهِ فَكَانَ يخْشَى عَلَيْهِ)
من كَثْرَة الْجِمَاع بِحَيْثُ يَقُول لَهُ إياك وَالنِّسَاء

الصفحة 58