كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سمع عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ حِين جاور عِنْدهم بِالْمَدِينَةِ والشرف الشِّيرَازِيّ والجرهي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين قدم لِلْحَجِّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَابْن الْجَزرِي، وَدخل الشَّام فَأخذ عَن التَّاج عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح الزُّهْرِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الله بن بدر الْغَزِّي وَالْجمال بن نشوان وَالشَّمْس الكفيري والبرهان خطيب عذراء والنجم بن حجي وَأَبُو بكر اللوبياني وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الحسباني الشافعيين وَعرض عَلَيْهِم، وبالقدس عَن الشَّمْس الْهَرَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مُسلم وسَاق لَهُ إِسْنَاده فَكَانَ بَينه وَبَين مُسلم سَبْعَة كلهم حَسْبَمَا كتبته فِي تَرْجَمَة الْهَرَوِيّ نيسابوريون والزين القباني وَسمع عَلَيْهِ بعض صَحِيح مُسلم، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والحلاوي والسويداوي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والنجم البالسي وَغَيرهم وَحدث وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وابنيه وَغَيرهم. وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد تَرْجَمته فِي الوفيات والمدنيين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر الْجمال بن الْعِزّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي عَمه مُوسَى. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ أَو سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فاشتغل يَسِيرا بعد أَن حفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو بكر الْآتِي التَّرَاوِيح بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لَيْلَة بليلة، وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ بهَا فِي الْفلك عَن نور الدّين الزمزمي وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة واشتغل بالفرائض والحساب والميقات والهندسة وَغَيرهَا حَتَّى برع وتميز فِي بَعْضهَا وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَتردد للشمني وأئمة الْوَقْت وَكتب عني عدَّة أمالي بل سمع على غير ذَلِك ومدحني بِمَا كتبه الْجَمَاعَة عَنهُ بحضرتي، وَطلب الحَدِيث)
يَسِيرا وَدَار على شُيُوخ الرِّوَايَة وَرغب فِي ذَلِك وارتحل إِلَى الشَّام وَأخذ بهَا عَن الخيضري وَغَيره وولع بالنظم وانتفع بالشهاب الْحِجَازِي فِيهِ، وَكَانَ ذكيا ظريفا عشيرا ذَا نَغمَة حَسَنَة وطلاقة. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ غَرِيبا مطعونا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن من الْغَد فِي مشْهد صَالح رحم الله شبابه وعوضه خيرا. وَمن عنوان نظمه:
(كن راحما لِلْخلقِ كي تسلما ... فَحق للراحم أَن يرحما)

الصفحة 61