كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 8)

الشدَّة وبلوغ المُرَاد فِي تخميس بَانَتْ سعاد وَله قصيدة دون أَرْبَعِينَ بَيْتا فِيمَا وَقع من النهب بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَغير ذَلِك ونظم التَّتِمَّة فِي القراآت الْعشْر وَجعلهَا فِي وزن الشاطبية وقافيتها وَجعلهَا بَين بيوتها أَدخل كل شَيْء مَعَ مَا يُنَاسِبه وَشَرحهَا بِاخْتِصَار. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ يُقَال إِنَّه قَرَأَ على العاقولي وَمهر فِي القراآت وَالنّظم وَالْفِقْه بِحَيْثُ قيل إِنَّه أَقرَأ الْحَاوِي ثَلَاثِينَ مرّة وَله شرح على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ونظم لبَقيَّة القراآته الْعشْر تَكْمِلَة للشاطبي على طَرِيقَته حَتَّى يغلب على الظَّن أَنه نظم الشاطبي وَخمْس الْبردَة وَبَانَتْ سعاد. مَاتَ بِمَكَّة فِي سادس عشري ربيع الآخر رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل خير الدّين أَبُو الْخَيْر بن المحيوي الْعزي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جِبْرِيل، مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وقرأعلي قِطْعَة من أول شرح)
ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم ولازمني فِي غير ذَلِك وَهُوَ فهم تحول عَن مذْهبه لغيره وَولي الْقَضَاء بغزة فِيهِ. مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حسن بن جَعْفَر الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الشّرف بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الشّرف بن الْفَخر بن الإِمَام الْجمال أبي الْفرج الْجَعْفَرِي الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقَادِر. من بَيت كَبِير بيّنت من فِي عَمُود نسبه من الْأَعْيَان فِي تَرْجَمته من معجمي. ولد فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بنابلس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْخرقِيّ وَأخذ عَن بلديه التقي الْمُفْتِي أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن حكم وَسمع عَلَيْهِ وعَلى القباني والتدمري وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يُمكنهُ السماع من أقدم مِنْهُم بل لَا أستبعد أَن يكون أُجِيز لَهُ من جده وَغَيره مَعَ أَنِّي رَأَيْت من قَالَ أَنه سمع من جده وَأبي الْخَيْر بن العلائي وَلَكِن قَائِله لَا أعتمده. وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا فَأخذ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن الْمُحب بن نصر الله فِي الْفِقْه وَغَيره وناب عَنهُ ثمَّ عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بهَا، ثمَّ ولاه النظام بن مُفْلِح فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين قَضَاء نابلس حِين كَانَ أمرهَا لقضاة الشَّام مَعَ كَون قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا مِمَّا تجدّد فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن أَو أَوَاخِر الَّذِي قبله، وَاسْتمرّ على قَضَاء بَلَده دهرا وانفصل فِي أَثْنَائِهِ قَلِيلا ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء الْقُدس وقتا وَقَضَاء الرملة. وَأَجَازَ لي بعد ثمَّ لقِيه الْعِزّ بن فَهد فَأخذ عَنهُ، وَلما كبر أعرض عَن الْقَضَاء لأولاده وَاقْبَلْ على مَا يهمه. وَحج أَربع مرار ولقيته بنابلس فِي سنة تسع وَخمسين فَسمع بِقِرَاءَتِي على بعض الروَاة. وَمَات فِي يَوْم

الصفحة 69