كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 8)
1246/ 19742 - "مَا وُلِّيَتْ قُريشٌ فَعَدَلَتْ واسْتُرْحمَتْ فَرحِمَتْ وَعاهَدتْ فَوَفتْ (وَوَعَدْت خيرًا فأَنْجَزت) (*)، فأَنَا والنبيونَ لَهَا يَومَ القِيَامةِ عَلى الحوْضِ فَرطين".
الشيرازى في الألقاب، طب عن النابغة الجعدى (¬1).
¬__________
(*) هذه العبارة ساقطة في نسخة تونس.
(¬1) الحديث رواه الطبراني في الكبير رقم 933 ج 18 ص 365 ط / بغداد في حديث النابغة الجعدى -واسمه قيس بن عبد الله- ويكنى أبا ليلى، قال حدثنا الحسين بن فهم البغدادي، ثنا هارون بن أبي بكر الزيرى، حدثني يحيى بن هارون البهرى، عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه: عن عمه عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أقحمت السنة نابغة بنى جعدة فأتى عبد الله بن الزبير وهو جالس بالمدينة فأنشده في المسجد ... وذكر الشعر والقصة إلى أن قال: قال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفت، ووعدت فأنجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين" اهـ.
"فرط" قال: ومنه الحديث "أنا والنبيون فراط القاصفين" جمع فارط أي: متقدمون إلى الشفاعة، وقيل: الحوض، والقاصفون المزدحمون اهـ: نهاية.
وفي هامش النهاية في الهروى واللسان "فراط لقاصفين" وقد أشار صاحب الدر المنثور في مادة (قصف) للروايتين اهـ.
وقد رواه الهيثمي بلفظ الطبراني المذكور مع القصة المشار إليها، عن عبد الله بن عروة بن الزبير في مجمع الزوائد ج 10 ص 25 ط- بيروت في كتاب المناقب وقال: رواه الطبراني، وفيه راو لم أعرفه ورجال مختلف فيهم اهـ.
والنابغة الجعدى ترجم له في الإصابة في تميز الصحابة ابن حجر ج 10 ص 115 رقم 8633 وفيها الحديث بلفظه غير قوله: (فأنا والنبيون فراط القاصفين) فهو في الإصابة (فأنا والنبيون أطر التابعين) قال محققه: أطر جمع إطار يطلق على الحلقة من الناس، والأطر، بفتح الهمزة وسكون الطاء يطلق على ما يعمل للبيت إطارا وهو كالمنطقة حوله وشأن ذلك الحماية، ولعل هذا المراد، ويكون المعنى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو والنبيون إطار حول من يتبعونهم فهم يحمونهم ويمنعونهم بما يضرهم.
وقال صاحب الإصابة تعليقا على الحديث وقد وقع لنا عاليا جدا من حديث ابن الزبير موافقة: قرأت على فاطمة بنت محمد بن المنجى بدمشق. عن سليمان بن حمزة، أنبأ محمود بن إبراهيم في كتابه، أنبأ مسعود بن الحسن، أنا أبو بكر السمار، أنبأ أبو إسحاق بن خرشة، أنبأنا أبو الحسن المخزومي، حدثنا الزبير بن بكار بن بيمامة، وأخرجه ابن جرير في تاريخه عن ابن أبي خيثمة، وأخرجه أبو الفرج الأصفهانى في الأغانى عن جرير، وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده: عن هارون، وأخرجه ابن السكن، عن محمد بن إبراهيم الأنماطى، والطبراني في الصغير: عن حسين بن الفهم، وأبو الفرج الأصبهانى: عن حرمى بن أبي العلاء ثلاثتهم: عن الزبير فوقع لنا بدلا عاليا، وأخرج أبو نعيم عن الطبراني طرفًا منه اهـ.