كتاب كنز الدرر وجامع الغرر (اسم الجزء: 8)

من الرعية إخوانا، وأن يوسعوهم برّا وإحسانا، وأن لا يستحلوا حرماتهم إذا استحل لهم الزمان حرمانا، فالمسلم أخو المسلم وإن كان عليه أميرا أو سلطانا. فالسعيد من نسج ولاته فى الخير على منواله، واستّن سنته فى تصرفاته وأحواله، وتحمل عنه ما تعجز قدرته عن حمل اثقاله. ومما يؤمرون به أن يحلوا (4) من سيئ السنن ما أحدث وجدد من المظالم التى هى أعظم المحن، ويشترى بابطالها المحامد فإن المحامد رخيصة الثمن.
ومهما جبى منها من الأموال فإنها باقية وإن كانت حاصلة (6)، واجياد الخزاين وإن أصبحت بها حالية فانّما هى على التحقيق (7) عاطلة. وهل أشقا ممن احتقب إثما، واكتسب بالمساعى الذميمة ذما، وجعل السواد الأعظم يوم القيمه (8) له خصما، وتحمل ظلم العبّاد ممّا صدر عنه من اعماله {وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} (9).
وحقيق بالمقام [الشريف] (10) السلطانى الملكى الظاهرى الركنى أن تكون ظلامات الانام مردودة بعدله، وعزايمه تخفف عن الخلايق ثقلا لا طاقة له بحمله. فقد أضحى على الاحسان قادرا، (68) وخضعت (12_) له الأيام ما لم تصنعه ل‍ (12) [‍غيره م‍] ممن تقدم من الملوك وان جا آخرا. فاحمد الله على أن وصل إلى جنابك إمام الهدى وأوجب لك [مزية] (14) التعظيم، وينبّه الخلايق على ما حصل (14_) الله به [من] هذا الفضل العظيم.
وهذه أمور ينبغى أن تلاحظ وترعا (15)، وأن يوالى عليها حمد الله فإن الحمد يجب عليها عقلا وشرعا، وقد تبيّن انك صرت فى الأمور أصلا وصار غيرك فرعا.
_________
(4) يحلوا: فى ابن عبد الظاهر ص 39، واليونينى ج‍ 1 ص 447 وج‍ 2 ص 101، والمقريزى ص 455 «يمحى»
(6) وإن كانت حاصلة: فى ابن عبد الظاهر والمقريزى «فى الذمم حاصلة»
(7) على التحقيق: فى ابن عبد الظاهر والمقريزى «على الحقيقة منها» -- أشقا: أشقى
(8) يوم القيمة: يوم القيامة
(9) القرآن 20:111
(10) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 39
(12_) وخضعت: فى ابن عبد الظاهر ص 39، واليونينى ج‍ 1 ص 447 وج‍ ص 102، والمقريزى ص 456 «صنعت»
(12 - 14) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 39
(14_) حصل: خصك
(15) وترعا: وترعى

الصفحة 77