كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)
وإبراهيم بن طهمان الخراساني أحد أصحاب أبي حنيفة، روى له الجماعة.
وأبو الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي، روى له الجماعة البخاري مقرونًا بغيره.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (¬1) وقال: قرئ على ابن منيع وأنا أسمع: ثنا أبو خيثمة، ثنا محمَّد بن سابق، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير ... إلى آخره نحوه سواء.
غير أن في لفظه: "وإن أبيتم فلي، قالوا: بهذا قامت السموات والأرض، قد أخذناها. قال: فأخرجوا عنا".
وأخرجه أبو داود (¬2) مختصرًا: ثنا ابن أبي خلف، قال: نا محمَّد بن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر أنه قال: "ثم أفاء الله على رسوله خيبر، فأقرهم رسول الله - عليه السلام - كما كانوا وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم".
ثنا (¬3) أحمد بن حنبل، قال: ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر، قالا: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: "خرصها ابن رواحة أربعين ألف وسق، وزعم أن اليهود لما خَيَّرَهُم ابن رواحة أخذوا الثمر وعليهم عشرون ألف وسق".
قوله: "أفاء الله خيبر على رسوله" يعني: جعلها غنيمةً له، والفيء الغنيمة، تقول منه: أفاء الله -على المسلمين مال الكفار- يُفيءُ إفاءةً.
و"خيبر" اسم لقلعة بينها وبين المدينة ست مراحل.
قوله: "يا معشر اليهود" أي: جماعة اليهود.
¬__________
(¬1) "سنن الدارقطني" (2/ 133 رقم 23).
(¬2) "سنن أبي داود" (3/ 264 رقم 3414).
(¬3) "سنن أبي داود" (3/ 264 رقم 3415).