كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

روى الطبري (¬1) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (¬2) الآية: أنا عمران بن عيينة عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (2) الآية، قال: "في أي صنف وضعته أجزأك".
وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" (¬3) عن جرير، عن ليث، عن عطاء، عن عمر بن الخطاب أنه قال: " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (2) الآية. قال: أيما صنف أعطيته من هذا أجزأك".
وكذلك أخرج (¬4) عن حذيفة وسعيد بن جبير وعطاء وإبراهيم النخعي وأبي العالية وميمون بن مهران بأسانيد صحيحة.
ولا نسلم صحة ما ادعاه الخطابي؛ لأن قول - عليه السلام -: "فإن كنت من تلك الأجزاء ... " الحديث. يبين أنه إن كان موصوفا بما وصف به أحد الأصناف الثمانية فإنه يستحق من الصدقات شيئًا؛ لأن الآية لبيان الأصناف التي يتعين الدفع إليهم دون غيرهم، وليس فيها ما يقتضي حصرها عليهم جملة واحدةً فافهم.
وقال الخطابي أيضًا: إن في قوله: "إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها" دليلًا على أن بيان الشريعة قد يقع من وجهين:
أحدهما: ما تولى الله بيانه في كتابه العزيز وأحكم فرضه فيه فليس به حاجة إلى زيادة من بيان النبي - عليه السلام - وبيان شهادة الأصول.
¬__________
(¬1) "تفسير الطبري" (10/ 167).
(¬2) سورة التوبة، آية: [60].
(¬3) لم أجده في "المصنف" بهذا الإسناد، وعزاه الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 397) للطبري في تفسيره، وهو في تفسير الطبري (10/ 166)، ولعله سبق قلم من المصنف -رحمه الله-، أو يكون هذا الإسناد قد سننه من النسخة المطبوعة، والله أعلم.
(¬4) "تفسير الطبري" (10/ 167)، وكذا أخرج عنهم ابن أبي شيبة في "مصنفة" (2/ 405 رقم 10445 - 10455).

الصفحة 27