كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

كلامه: لم يكتب عليكم صيام ذلك اليوم من ذلك العام، ويجوز أن يكون قد كان كتب عليهم فيما تقدم ثم نسخ بهذه الأحاديث، وأمر بذلك بعد ذلك على الاستحباب والندب لما فيه من الثواب العظيم.
أما حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - فأخرجه من طريقين صحيحين:
الأول: عن يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني الثقة، والليث بن سعد، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه مسلم (¬1): ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث.
وحدثنا ابن رمح، قال: أنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر: "أنه ذكر عند رسول الله - عليه السلام - يوم عاشوراء، فقال رسول الله - عليه السلام -: كان يوم يصومه أهل الجاهلية، فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه"، وفي لفظ له: "فمن أحب أن يصومه فليصمه ومن أحب أن يتركه فليتركه، وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صيامه".
وأخرج البخاري (¬2): عن أبي عاصم، عن عمر بن محمَّد، عن سالم، عن أبيه قال: قال النبي - عليه السلام - يوم عاشواء: "من شاء صام".
الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن أحمد بن خالد الوهبي الكندي شيخ البخاري في غير "الصحيح"، عن محمَّد بن إسحاق المدني، عن نافع، عن ابن عمر.
وأخرجه الدارمي في "سننه" (¬3): ثنا يعلى، عن محمَّد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "هذا يوم عاشوراء كانت قريش تصومه في
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2/ 792 رقم 1126).
(¬2) "صحيح البخاري" (2/ 703 رقم 1896).
(¬3) "سنن الدارمي" (2/ 36 رقم 1762).

الصفحة 415