كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

أحدهما: "لأصومن يوم التاسع".
والآخر: "لأصومن عاشوراء يوم التاسع".
فهذا إخبار منه على أن التاسع هو يوم عاشوراء، والأول إخبار منه عن صوم يوم التاسع مع العاشر لئلا يكون صومه يومًا بعينه كما عينه اليهود، ولكن يخلطه بالعاشر ليكون مخالفا لما فعله اليهود، وإنما وفق بين اللفظن بهذا لما بينهما من المخالفة ظاهرًا.
وأخرجه ذلك من ثلاث طرق صحاح:
الأول: عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني، عن أسد بن موسى، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة؛ بن الحارث بن أبي ذئب المدني، عن القاسم بن عباس بن معتب بن أبي لهب القرشي المدني، عن عبد الله بن عمير أبي محمَّد مولى أم الفضل بنت الحارث امرأة العباس، وقيل: مولى ابن عباس.
وأخرجه مسلم (¬1): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: نا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن عمير، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، وفي رواية أبي بكر: "يعني: يوم عاشوراء".
الثاني: عن أبي بكرة بكار، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، كلاهما عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ... إلى آخره.
وأخرجه الطيالسي في "مسنده".
الثالث: عن إبراهيم بن مرزوق وعلي بن شيبة بن الصلت، كلاهما عن روح بن عبادة، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ... إلى آخره.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2/ 798 رقم 1134).

الصفحة 419