كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

فثبت بهذا الحديث ما ذكرنا أن رسول الله - عليه السلام - إنما أراد بصوم التاسع أن يُدخل صومه يوم عاشوراء في غيره من الصيام حتى لا يكون مقصودًا إلى صومه بعينه كما جاء عنه في صوم يوم الجمعة.
ش: أي: وقد جاء عن رسول الله - عليه السلام - فيما ذكرناه من أنه يصوم التاسع مع العاشر قصدًا لمخالفة اليهود، وأشار بهذا أيضًا إلى أن ما قال ابن عباس من قوله: "صوموا يوم التاسع والعاشر" ليس من رأيه بل هو من النبي - عليه السلام -.
وأخرجه من طريقين:
الأول: عن فهد بن سليمان، عن محمَّد بن عمران بن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي شيخ البخاري في كتاب "الأدب" وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: كوفي صدوق.
عن أبيه عمران بن محمَّد وثقه ابن حبان، وقال الأزدي: ليس بذاك.
وهو يروي عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيه لين.
عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي أبي سليمان الشامي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس وثقه ابن حبان والعجلي وأبو زرعة روى له الجماعة البخاري في "الأدب".
وأخرجه أحمد (¬1): من حديث ابن أبي ليلى عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ... إلى آخره. وقد ذكرناه عن قريب.
الثاني: عن فهد أيضًا، عن أحمد بن عبد الله بن يونس شيخ البخاري، عن أبي شهاب الحفاظ الكوفي عبد ربه بن نافع الكناني -وهو الأصغر، روى له الجماعة، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود ... إلى آخره.
¬__________
(¬1) تقدم.

الصفحة 421