كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

وأخرجه البيهقي (¬1) نحوه: من حديث هشيم، عن ابن أبي ليلى، ولفظه: "صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوما أو بعده يوما".
قال البيهقي: وفي رواية: "وبعده" بدل: "أو"، وكذا رواه أبو شهاب عن ابن أبي ليلى.
قلت: هذا يدل على أن رواية الطحاوي: "وصوموا قبله وبعده يوما" بالواو العاطفة بين قبله وبعده دون "أو" ولكن الموجود في النسخ بـ "أو" التي للتخيير، وكذا في رواية أبي أحمد بالواو العاطفة، فعل رواية "الواو" يستحب أن يصوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر، وعلى رواية "أو" التي للتخيير يستحب أن يصوم يومين: التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر؛ فافهم.
قوله: "ولا تشبهوا" أصله ولا تتشبهوا، حذفت إحدى التاءين للتخفيف، كما في قوله: {نَارًا تَلَظَّى} (¬2).
قوله: "كما جاء عنه في صوم يوم الجمعة" أي: كما جاء عن النبي - عليه السلام - عدم القصد في الصوم إلى يوم معين في صوم يوم الجمعة، فإنه نهى عن قصد صوم يوم الجمعة بعينه، على ما نبينه الآن.
ص: فإنه قد حدثنا فهد، قال: ثنا محمد بن سعيد، قال: ثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله ابن عمرو - رضي الله عنهما -، قال: "دخل النبي - عليه السلام - على جويرية يوم الجمعة وهي صائمة، فقال لها: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أفتصومين غدًا؟ قالت: لا، قال: فأفطري إذا".
حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أبا أيوب العتكي يحدث، عن جويرية: "أن النبي - عليه السلام - دخل عليها ... " ثم ذكرمثله.
¬__________
(¬1) "سنن البيهقي الكبرى" (4/ 287 رقم 8189).
(¬2) سورة الليل، آية: [14].

الصفحة 422