كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

وقال المهلب: وجه النهي عن صوم يوم الجمعة وحده: خشية أن يستمر عليه فيفرض عليه، أو خشية أن يلزم الناس من تعظيمه ما التزم اليهود والنصارى في سبتهم وأَحَدِهِم، من ترك العمل، والله أعلم.
أما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه بإسناد صحيح: عن فهد بن سليمان، عن محمَّد بن سعيد بن الأصبهاني، عن عبدة بن سليمان الكلابي أبي محمَّد الكوفي روى له الجماعة، عن سعيد بن أبي عروبة ... إلى آخره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (¬1): ثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو ... إلى آخره نحوه.
قوله: "على جويريه" وهي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أم المؤمنين، سباها رسول الله - عليه السلام - يوم المريسيع -وهي غزوة بني المصطلق، وكانت في السنة الخامسة في قول الواقدي، وفي السادسة في قول خليفة بن خياط- وكان اسمها بَرَّة فسماها رسول الله - عليه السلام - جويرية، توفيت سنة خمسين ولها خمس وستون سنة.
قوله: "أَصُمت؟ " الهمزة فيه للاستفهام، وكذلك في قوله: "أفتصومين؟ "
قوله: "إذا" قال الجوهري: "إذا" حرف مكافأة وجواب، وهي حرف غير مركب، وقال الخليل: أصلها "إذ أن" فحذفت الهمزة وركبتا كما قيل في "لن"، والصحيح الأول، وهي تقتضي الجواب والجزاء، وتختص بجملة واقعة جوابًا لشرط مقدر، وإنما تعمل بشروط أربعة: أن تكون جوابا، وأن تصدر بها الجملة، وأن تتصل بالفعل، وأن يكون الفعل مستقبلا، وهي من النواصب للفعل المضارع نحو أن يقول لك إنسان: أنا آتيك، فتقول له: إذن أكرمك، وها هنا فقدت الشروط فلم تعمل شيئًا، وإذا وقفت على إذن أبدلت من نونها ألفا لشبهها بمنون منصوب؛ لأن نونها ساكنة بعد فتحة، وأكثر كتابتها بالألف لذلك، وذهب بعضهم إلى كتابتها بالنون فرقا بين إذا الظرفية وبينها.
¬__________
(¬1) "مصنف ابن أبي شيبه" (2/ 301 رقم 9241).

الصفحة 425