كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

الخامس: عن علي بن شيبة بن الصلت، عن رَوْح بن عبادة، عن شعبة، عن يزيد بن أبي يزيد الضبعي أبي الأزهر البصري المعروف بيزيد الرِّشْك -بكسر الراء وسكون الشين المعجمة وفي آخره كاف- وهو القسام بلغة أهل البصرة، وكان يقسم الدُّور، روى له الجماعة.
عن معاذة بنت عبد الله العدوية أم الصهباء البصرية- روى لها الجماعة.
وأخرجه مسلم (¬1): ثنا شيبان بن فروخ، قال: ثنا عبد الوارث، عن يزيد الرشك قال: حدثتني معاذة العدوية: "أنها سألت عائشة زوج النبي - عليه السلام -: أكان رسول الله - عليه السلام - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم".
وأخرجه أبو داود (¬2) والنسائي (¬3) أيضًا.
قوله: "بل كان يصومه كله" إضراب عن الأول، أي: بل كان رسول الله - عليه السلام - يصوم شعبان كله.
وقال ابن المبارك: جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعله تعشى واشتغل ببعض أمره.
قال الترمذي: كأن عبد الله رأى كلا الحدثين متفقين، يقول: إنما معنى هذا الحديث: أنه كان يصوم أكثر الشهر، وقيل: كان يصومه كله في سنة، وبعضه في أخرى، وقيل كان يصوم تارةً من أوله وتارةً من آخره وتارة بينهما لا يخل منه شيئًا بلا صيام، وخصصه بكثرة الصوم لكونه ترفع فيه الأعمال.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (2/ 818 رقم 1160).
(¬2) "سنن أبي داود" (2/ 328 رقم 2453).
(¬3) كذا في "الأصل، إلى" ولم يعزه المزي في "تحفة الأشراف" (12/ 435 رقم 17966) إلا لمسلم، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والحديث عند الترمذي (3/ 135 رقم 763) وابن ماجه (1/ 545 رقم 1709).

الصفحة 457