كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي - عليه السلام - كان يقبل وهو صائم -ثم قال أبو المنذر- في رمضان".
وأخرجه ابن ماجه أيضًا (¬1).
العشرون: عن صالح بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ شيخ البخاري، عن موسى بن عُلَيّ -بضم العين وفتح اللام- أبي عبد الرحمن المصري روى له الجماعة البخاري في غير "الصحيح"، عن أبيه عُلَيّ بن رباح اللخمي المصري روى له الجماعة، البخاري في غير "الصحيح"، عن أبي قيس واسمه عبد الرحمن بن ثابت مولى عمرو بن العاص، روى له الجماعة.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه أحمد في "مسنده" (¬2): عن عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى -يعني ابن عُلَيّ- عن أبيه، عن أبي قيس قال: "أرسلني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة ... " إلى آخره نحوه.
قوله: "وقد تواترت" أي تكاثرت هذه الأحاديث المذكورة في هذا الباب عن رسول الله - عليه السلام - أنه كان يقبل والحال أنه صائم، فدل ذلك على أن التقبيل لا ينقض الصوم ولا يضر الصائم، وهذه حجة على مَن يخالف ذلك، والله أعلم.
ص: فإن قال قائل: كان ذلك مما خُص به رسول الله - عليه السلام -، ألا ترى إلى قول عائشة - رضي الله عنها -: "وأيكم كان أملك لإربه من رسول الله - عليه السلام -".
قيل له: إن قول عائشة - رضي الله عنها - هذا إنما هو على أنها لا تأمن عليهم ولا يأمنون على أنفسهم ما كان رسول الله - عليه السلام - يأمنه على نفسه؛ لأنه كان محفوظًا.
والدليل على أن القبلة عندها لا تفطر الصائم ما قد روينا عنها أنها قالت: "فأما أنتم فلا بأس به للشيخ الكبير الضعيف"، أرادت بذلك أنه لا يخاف من إربه، فدل
¬__________
(¬1) "سنن ابن ماجه" (1/ 537 رقم 1683).
(¬2) "مسند أحمد" (6/ 296 رقم 26575).

الصفحة 511