كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

الأول: صحيح: عن أبي بكرة بكار القاضي، عن سعيد بن عامر الضبعي البصري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ... فذكر الحديث المذكور بإسناده نحوه.
وأخرجه أحمد (¬1) نحوه.
الثاني: طريق حسن لا بأس به: عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابُلْت البابُلْتي أبي سعيد الحراني، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير الطائي، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي الشامي الدمشقي، عن ثوبان - رضي الله عنه -.
وأخرجه الحاكم في "مستدركه" (¬2): ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، ثنا العباس بن الوليد بن مرثد البيروتي، ثنا أبي، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني أبو أسماء، حدثني ثوبان قال: "خرجت مع رسول الله - عليه السلام - لثماني عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، فلما كان بالبقيع نظر رسول الله - عليه السلام - إلى رجل يحتجم، فقال رسول الله - عليه السلام -: أفطر الحاجم والمحجوم" انتهى.
فإن قيل: كيف تقول: هذا الإسناد حسن وقد قال يحيى بن معين: يحيى بن عبد الله البابُلتي لم يسمع -والله- من الأوزاعي شيئًا؟!.
قلت: قال ابن عدي: وليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة.
فبهذا المقدار ثبت الحسن لإسناد حديثه (¬3)، على أن الحديث في نفس الأمر صحيح.
¬__________
(¬1) "مسند أحمد" (5/ 276 رقم 22425).
(¬2) "المستدرك" (1/ 590 رقم 1558).
(¬3) قلت: باقي كلام ابن عدي ينقض هذا الاستدلال؛ فقد قال بعد هذا القول: وفي تلك الأحاديث أحاديث ينفرد بها عن الأوزاعي، ويروي عن غير الأوزاعي من المشهورين والمجهولين، والضعف على حديثه بَيِّن. انتهى "الكامل" (7/ 250). وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 127): كان كثير الخطأ لا يدفع السماع، ولكنه يأتي عن الثقات بأشياء =

الصفحة 536