كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 8)

وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك الأشجعي الكوفي، روى له الجماعة البخاري في غير الصحيح.
والحديث أخرجه البيهقي في "سننه" (¬1): من حديث علي بن عاصم، أنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - عليه السلام -: "الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها ويد السائل أسفل إلى يوم القيامة فاسْتَعِفُّوا من السؤال ما استطعتم ومَن أعطاه الله خيرًا فليُرَ عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضخ من الفضل، ولا تلام على كفافٍ، ولا تعجز عن نفسك".
ثم قال البيهقي: تابعه إبراهيم بن طهمان، عن الهجري مرفوعًا، ورواه جعفر بن عون، عن الهجري فوقفه.
وأخرج أبو داود (¬2): عن أحمد بن حنبل، نا عبيدة بن حميد التيمي، حدثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيدي ثلاثة، فيد الله -عز وجل- العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطه الفضل ولا تعجز عن نفسك".
قوله: "الأيدي ثلاث" كذا في رواية الطحاوي بدون التاء وهو الأظهر.
قوله: "فيد الله العليا" المراد بها قدرته الباهرة الباسطة، والمراد من يد المعطي هو يد المتصدق، وقد جعل فيه اليد العليا لله تعالى، ثم للمعطي وهي يد المنفق، ويؤيد هذا ما قاله الجمهور من أن اليد العليا هي المنفقة، وكذا وقع في "صحيحي" (¬3) البخاري ومسلم: "اليد العليا المنفقة".
وقال الخطابي: اليد العليا هي المتعففة. وقال غيره: اليد العليا: الآخذة، والسفلى: المانعة. حكاه القاضي.
¬__________
(¬1) "سنن البيهقي الكبرى" (4/ 198 رقم 7674).
(¬2) "سنن أبي داود" (2/ 123 رقم 1649).
(¬3) "صحيح البخاري" (2/ 519 رقم 1362)، و"صحيح مسلم" (2/ 717 رقم 1033)، كلاهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.

الصفحة 56