كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

(والسَّمَاء بناها): التلاوة: {أَمِ السَّمَاءُ}.
(والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه (¬1)): حكى الزركشي عن السهيلي أنه قال: هو (¬2) بالصاد أقربُ إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه -بالسين-؛ لأنه إذا كان بالسين، كان من السعادة ضد الشقاوة، وأرشدتُ الرجلَ إلى الطريق، وهديته السبيل بعيدٌ من هذا التفسير.
قلت (¬3): لا أدري ما الذي أبعدَ هذا التفسير مع (¬4) قربِ ظهوره؛ فإن الهدايةَ إلى السبيل، والإرشادَ إلى الطريق إسعادٌ لذلك الشخص المهديِّ؛ إذ سلوكُه في الطريق مُفْضٍ إلى السعادة، ومجانَبَتُه لها مما يؤدِّي إلى ضلاله وهلاكه.
ثم قال: فإذا قلت: "أصعدناه" -بالصاد- خرجَ اللفظُ إلى معنى الصُّعُداتِ في قوله: "إِيَّاكُمْ وَالقُعُودَ عَلَى (¬5) الصُّعُدَاتِ" (¬6)، وهي الطرق (¬7)، وكذلك أصعدَ في (¬8) الأرض: إذا سار فيها على قصد، فإن كان البخاري
¬__________
(¬1) في "ع": "أصعدناه".
(¬2) "هو" ليست في "ع".
(¬3) "قلت" ليست في "ع".
(¬4) في "ج": "من".
(¬5) في "ع" و"ج": "إلى".
(¬6) رواه مسلم (2161) من حديث أبي طلحة - رضي الله عنه -، بلفظ: "ما لكم ولمجالس الصعدات. . . ." الحديث.
(¬7) في "ج" "الطريق".
(¬8) في "ج" "أصعدت".

الصفحة 377