كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ؛ فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ. قَالَ: "لِمُضَرَ؟ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ". فَاسْتَسْقَى، فَسُقُوا. فَنَزَلَتْ: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15]. فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]. قَالَ: يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ.
(فقيل: يا رسول الله! استسق الله لمضر! فإنها قد هلكت): في "الإفهام": هذا القائل: هو كعبُ بنُ مُرَّةَ، [وقيل: مرةُ بنُ كعب البهزِيُّ السلميُّ، والأولُ أكثر.
قال أبو عمر (¬1): كعبُ بنُ مرةَ] (¬2) أصحُّ.
وقال ابن أبي خيثمة: هما اثنان، ذكر ذلك ابن الأثير، قال: وروى عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد: أن شرحبيل بن أبي السَّمْط قال: يا (¬3) كعب بن مرة! حدِّثنا (¬4) حديثًا (¬5) سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على مضر، فأتيته فقلتُ: يا رسول الله! قد نصركَ الله وأعطاكَ واستجابَ لك، وإنَّ قومك قد هلكوا، فادعُ اللهَ لهم، فقال: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا طَبَقًا غَدَقًا عَجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ" (¬6).
¬__________
(¬1) في "ع": "عمرو".
(¬2) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬3) في "ج": "حدثنا".
(¬4) في "ج": "قال حدثنا".
(¬5) "حديثًا" ليست في "ج".
(¬6) رواه ابن ماجه (1269). وانظر: "أسد الغابة" (4/ 516).

الصفحة 388