كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

سُورَةُ الْجَاثِيَةِ

باب قوله تعالى: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24]
2354 - (4826) - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: يُؤْذِيني ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أقُلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ".

(سورة الجاثية).
(يؤذيني ابنُ آدمَ): أي: يُخاطبني من القول بما يتأذى به (¬1) مَنْ يصحُّ (¬2) التأذي في حقه؛ لا أنَّ الله تعالى يتأذى (¬3)؛ إذ هو عليه مُحال، بل النفعُ كذلك في حقه، لا ينتفع بشيء، ولا يتضرر بشيء -جل وعلا-، له الكمال المطلق.
(وأنا الدهر): ضبطه المحققون بالرفع؛ أي: أنا الفاعلُ لما تصفونه إلى الدهر، أو الخالق (¬4)، أو المقدر (¬5) لما (¬6) تنسبونه إليه، ولا يصح أن
¬__________
(¬1) "بما يتأذى به" ليست في "ع".
(¬2) في "ع": "تصحيح".
(¬3) انظر: "التنقيح" (2/ 988).
(¬4) في "ج": "الدهر والخالق".
(¬5) في "ج": "والمقدر".
(¬6) في "ع": "كما".

الصفحة 391