كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

وَرَاءِ الْحِجَابِ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي.
(فقال له عبدُ الرحمن بنُ أبي بكرٍ شيئًا): قيل: إنه قال له: بيننا وبينكم ثلاثٌ سبقن، تُوُفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، ولم يعهدوا (¬1).
وقول عائشة: "ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن إلا عذري" تريد: في بني أبي بكر، [وإلا، فقد نزلَ في أبي بكر: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة: 40].
قال الزجاج: والصحيحُ في الآية، وهي قوله تعالى] (¬2): {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17] أنها نزلت في الكافر العاقِّ، ولا يجوز أنها نزلت في عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكر؛ [لأن الله تعالى قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [الأحقاف: 18]، وعبدُ الرحمنِ بنُ أبي بكرٍ] (¬3) من خيار المسلمين (¬4).
¬__________
(¬1) في "ع": "يعدوا".
(¬2) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬4) انظر: "التنقيح" (2/ 989).

الصفحة 395