كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

وعند القابسي: "أعظامهم"، وقيل: "من أجسامهم" (¬1).
(الكُفُرَّى): -بضم الكاف والفاء وتشديد الراء، وبفتح الفاء -أيضًا-.
* * *

باب قوله تعالى {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30]
2365 - (4848) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "يُلْقَى فِي النَّارِ، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ".
(حتى يضعَ قدمَه): لم يبين مَنْ هو الواضعِ، وبُيِّنَ في حديث أبي (¬2) سفيان: أنه الربُّ -جلَّ جلاله-، لكنه تارةً رفَعَه (¬3)، وتارة لم يرفعه، ولا شكَّ أن هذا من أحاديث الصفات، فينزه عند سماع المشكل.
ثم اختلف أئمتنا: أنُؤَوِّل، أم نُفَوِّضُ منزهين؟ مع اتفاقهم على أن جهلنا بتفصيله لا يقدح، والطريقة الثانية أسلمُ، وهي طريقة السلف، وعليها: فلا كلام.
والطريقةُ الأولى أَحكمُ (¬4)؛ فقد أَعملوا الأفكارَ الصحيحة في تأويلها
¬__________
(¬1) انظر: "التنقيح" (2/ 993).
(¬2) "أبي" ليست في "م" و"ع". وأبو سفيان هو سعيد بن يحيى بن مهدي الحميدي، روى حديثه هذا البخاري (4568).
(¬3) في "ج": "يرفعه".
(¬4) قد مرَّ هذا وتكرر عند المؤلف -رحمه الله-، وأوردنا أن طريقة السلف هي الأحكم والأسلم والأعلم. وبالله التوفيق.

الصفحة 407