كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)
سُورَةُ {وَالذَّارِيَاتِ}
قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: الرِّيَاحُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَذْرُوهُ} [الكهف: 45]: تُفَرِّقُهُ. {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} [الذاريات: 21]: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ. {فَرَاغَ} [الذاريات: 26]: فَرَجَعَ. {فَصَكَّتْ} [الذاريات: 29]: فَجَمَعَتْ أَصَابِعَهَا، فضَرَبَتْ جَبْهَتَهَا. وَالرَّمِيمُ: نَبَاتُ الأَرْضِ إِذَا يَبِسَ وَدِيسَ. {لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]: أَيْ لَذُو سَعَةٍ، وَكَذَلِكَ {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236]: يَعْنِي: الْقَوِيَّ. {زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49]: الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، وَاخْتِلَافُ الأَلْوَانِ: حُلْوٌ وَحَامِضٌ، فَهُمَا زَوْجَانِ. {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]: مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ. {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]: مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بَعْضٌ، وَتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ. وَالذَّنُوبُ: الدَّلْوُ الْعَظِيمُ.
(سورة والذاريات).
(قال عليٌّ: {وَالذَّارِيَاتِ}: الرياح): قال الحافظ مغلطاي: رواه أبو محمد الحنظلي بسنده، وساقه إلى عليِّ بنِ ربيعةَ: أن عبدَ الله بنَ الكواء سأل عليًا: ما الذاريات؟ قال: الرياح.
وفي "تفسير عبد الرزاق" عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل: أن ابن الكواء سأل عليًا عن ذلك، فقال: الذاريات: الرياح، {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2]: السحاب، {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: 3]:
الصفحة 410