كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

الحَلِف (¬1)، بفتح الحاء وكسر اللام، وتسكن تخفيفًا.
قال السفاقسي وغيره: إنما (¬2) ألزمَه قولَ: لا إله إلا الله؛ إشفاقًا (¬3) عليه من أن يكون الكفر قد لزمه؛ لأن اليمين (¬4) إنما تكون بالمعبود الذي يُعَظَّم، فإذا حلف بهما، فقد ضاهى الكفار في ذلك، فأُمر أن يَتدارك ما وقعَ منه بكلمة التوحيد المبرئة من الشرك (¬5).
(ومن قال [لصاحبه]: تعالَ أقامرْكَ، فليتصدَّق): قال الأوزاعي: يتصدَّقُ بالمال الذي كان يريد أن يقامرَ عليه، وقيل: يتصدق بصدقةٍ من ماله كفارةً لما جرى على لسانه من هذا القول.
قال القرطبي: وظاهرُ الحديث وجوبُ الصدقة في حقِّ هذا، وقول: لا إله إلا الله في حقِّ الأول (¬6).
وفي الحديث دلالة لمذهب الجمهور -كما حكاه القاضي-: أن العزم على المعصية إذا استقر في القلب، كان ذنبًا يُكتب عليه؛ بخلاف الخاطر الذي لا استقرارَ له (¬7).
¬__________
(¬1) "الحلف" ليست في "ج".
(¬2) "إنما" ليست في "ع".
(¬3) في "ع": "أسفًا"، وفي "ج": "إشفاق".
(¬4) في "ج": "التميز".
(¬5) انظر: "التوضيح" (23/ 310).
(¬6) انظر: "المفهم" (4/ 626).
(¬7) انظر: "إكمال المعلم" (5/ 404). وانظر: "التوضيح" (23/ 310 - 311).

الصفحة 420