كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

الاضطراب، ولم أقع له في كتابه هذا على أرشقَ من هذا اللفظ، ولا يخفى ما فيه من الحُسْن.
({فَتَعَاطَى فَعَقَر}: فعاطها بيده): قال السفاقسي: لا أعلم له وجهًا إلا أن يكون من المقلوب الذي قدمت عينه على لامه؛ لأن العَطْوَ: التناولُ، فيكون المعنى: فتناولها بيده، وأما عَوَطَ، فلا أعلمه في كلام العرب، وأما عَيَطَ، فليس معناه موافقًا لهذا، والذي قاله بعض المفسرين: فتعاطى عَقْرَ الناقة، فعقرَها.
وقال ابن فارس: التعاطي: الجرأة، والمعنى على هذا: أنه تَجَرَّأَ فعقرَ (¬1).
ونقل الزركشي هذا الفصل بنصه، لم يزد عليه شيئًا؛ كعادته في الاعتماد على هذا الكتاب، والاستمدادِ منه، وما كأنه (¬2) إلا مختصره.
قلت: في إدعائه أنه لا يعلم مادة عَوَطَ في كلام العرب، نظرٌ، وذلك أن الجوهريَّ ذكر المادةَ، وقال فيها: يقال: عاطَتِ الناقةُ (¬3) تَعوطُ (¬4)؛ يعني: إذا حُمل عليها أولَ سنة، فلم تحمل، ثم حُمل عليها (¬5) السنة الثانية، فلم تحمل -أيضًا-، فهذه المادة (¬6) موجودة في كلام العرب،
¬__________
(¬1) انظر: "مجمل اللغة" (ص: 674). وانظر: "التنقيح" (2/ 1000).
(¬2) في "ج": "كان".
(¬3) في "م": "الناقط".
(¬4) انظر: "الصحاح" (3/ 1145)، (مادة: عوط).
(¬5) في "م": "عليه".
(¬6) في "ج": "المدة".

الصفحة 423