كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] على أن الكذب هو عدمُ مطابقةِ الخبرِ [لاعتقادِ (¬1) المخبِر، ولو كان خطأ؛ فإنه تعالى جعلهم كاذبين في قولهم: إنك لرسول الله؛ لعدم مطابقته] (¬2) لاعتقادهم، وإن كان مطابقًا للواقع.
ورُدَّ هذا الاستدلالُ بثلاثة أمور:
[أحدُها: أن المعنى: لكاذبون في الشهادة، وفي ادعائهم المواطأة، فالتكذيبُ راجع إلى الشهادة] (¬3) باعتبار تضمُّنِها خبرًا كاذبًا غيرَ مطابق للواقع، وهو أن هذه الشهادة من صميم (¬4) القلب، وخلوصِ الاعتقاد؛ [بشهادة إن والجملة الاسمية.
الثاني: أن المعنى: إنهم لكاذبون في تسمية هذا الخبر شهادةً؛ لأن الشهادة ما يكون على وَفْق الاعتقاد.
والثالث: أن] (¬5) المعنى (¬6): إنهم لكاذبون في قولهم: إنك لرسولُ الله، لكن لا في الواقع، بل في زعمِهم الفاسد، واعتقادِهم الباطل؛ لأنهم يعتقدون أنه (¬7) غيرُ مطابق للواقع، فيكون كاذبًا باعتبار اعتقادهم، وإن كان صادقًا في نفس الأمر، فكأنه قيل: إنهم يزعمون أنهم كاذبون في
¬__________
(¬1) في "ج": "لاعتقاده".
(¬2) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬4) في "ع": "صهر".
(¬5) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬6) في "ج": "والمعنى".
(¬7) في "ع": "آية".

الصفحة 449