قال: فذكر ذلك الفاضلُ يومًا مستحسِنًا له بحضرة أبي الجود النحويِّ المقرئ، فبين له أنه (¬1) واهم في عدِّها من هذا القسم، وذكر له نحوَ ما ذكره الزمخشري من دعاء الضرورة إليها، واستحالة المعنى بعدمها: واو الثمانية لا تُزاد إلا حيثُ لا (¬2) حاجة إليها إلا الإشعارُ بتمام عدد السبعة، فقال له الفاضل: أرشدتَنا يا أبا الجود.
قال ابن هشام: ثم إن (¬3) {أَبْكَارًا} صفة تاسعة، لا ثامنة؛ إذ أولُ الصفات: {خَيْرًا مِنْكُنَّ} لا {مُسْلِمَاتٍ}.
فإن أجاب: بأن مسلمات وما بعده تفصيل للصفات السابقة (¬4) لخيرًا منكن، فلهذا لم تعد قسيمة لها.
قلنا: وكذلك {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} تفصيلٌ للصفات السابقة، فلا تعدَّهما معها (¬5).
¬__________
(¬1) "أنه" ليست في "ع".
(¬2) "لا" ليست في "ع".
(¬3) "إن" ليست في "ج".
(¬4) "تفصيل للصفات السابقة" ليست في "ع"، وقوله: "للصفات السابقة" ليست في "ج".
(¬5) انظر: "مغني اللبيب" (ص: 476).