كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

سُورَةُ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}
يُقَالُ: مَعْنَاهُ: أتى عَلَى الإنْسَانِ، وَهَلْ: تَكُونُ جَحْدًا، وَتَكُونُ خَبَرًا، وَهَذَا مِنَ الْخَبَرِ، يَقُولُ: كَانَ شَيْئًا، فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا، وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخ فِيهِ الرُّوحُ.
(سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}).
(و"هل" تكونُ جحدًا): يعني: أنها يُراد بالاستفهام بها: النفيُ (¬1)، ولذلك دخلت على الخبر بعدها "إلا" في نحو: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].
(و"هل"، تكون خبرًا، وهذا من الخبر): يريد أنها تكون حيثُ لا استفهامَ أَلبتة، فتدخل في كلام خبري، وغرضُه أنها تكون بمنزلة "قد".
قال سيبويه في باب: بيان "أَمْ" لِم دخلت على (¬2) حروف الاستفهام، ولم تدخل على الألف، ما نصه: نقول: أم من (¬3) تقول، أم هل تقول، ولا تقول: أم أَتقول، وذلك لأن "أم" بمنزلة الألف، وليست "أي"، و"من"، و"ما (¬4) "، و"متى" بمنزلة الألف، إنما (¬5) هي أسماء بمنزلة هذا، وذلك، إلا أنهم تركوا ألف الاستفهام؛ إذ (¬6) كان هذا النحو من الكلام لا يقع
¬__________
(¬1) في "ج": "يراد بها الاستفهام المنفي".
(¬2) في "ع": "في".
(¬3) في "ج": "هل".
(¬4) في "ج": "أي ومما".
(¬5) في "ج": "وإنما".
(¬6) في "ع" و"ج": "إذا".

الصفحة 474