كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

وإنكارُ ابنِ هشام أن يكون سيبويه] (¬1) قالَ ذلك قصورٌ، وقد أوضحناه في "حاشية المغني".
وقول البخاري: وهذا من الخبر؛ يعني: أنها من قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان: 1] بمعنى "قد"، وأن (¬2) الكلام خبرٌ (¬3) عار عن الاستفهام، وبذلك فسره جماعة، منهم ابنُ عباس - رضي الله عنه -، والكسائيُّ، والفَرَّاءُ، والمبرِّدُ.
قال في "المقتضب": "هل" للاستفهام؛ نحو: هل جاء زيد؟ ويكون بمنزلة "قد"؛ نحو قوله -جل اسمه-: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬4).
قال ابن هشام: ولعل ابن عباس إنما أراد: الاستفهامُ في (¬5) الآية للتقرُّر، وليس باستفهام حقيقي، وقد صرح بذلك جماعةٌ من المفسرين، قال بعضهم: "هل" هنا للاستفهام التقريري، والمقرَّرُ به (¬6) مَنْ أنكرَ البعث، وقد علم أنهم يقولون: نعم قد مضى دهرٌ طويل لا إنسانَ (¬7) فيه، فيقال لهم: فالذي (¬8) أحدثَ الناسَ بعدَ أن لم يكونوا كيف يمتنعُ عليه إحياؤهم بعدَ
¬__________
(¬1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬2) في "ج": "وإن كان".
(¬3) "خبر" ليست في "ع".
(¬4) انظر: "المقتضب" (1/ 43).
(¬5) "في" ليست في "ج".
(¬6) في "ج": "والمقر به".
(¬7) في "ع": "طويل لإنسان".
(¬8) في "ج": "ما الذي".

الصفحة 476