كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

سُورَةُ الانْفِطَارِ
وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمِ: {فُجِّرَتْ} [الانفطار: 3]: فَاضَتْ.
وَقَرَأَ الأَعْمَشُ، وَعَاصِمٌ: {فَعَدَلَكَ} [الانفطار: 7]: بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ: مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي: {فِي أَيِّ صُورَةٍ} [الانفطار: 8]: شَاءَ: إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا قَبِيحٌ، وَطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ.
(قال الربيعُ بنُ خُثيم: {فُجِّرَتْ}: فاضتْ): قال الزركشي: ينبغي قراءته بتخفيف (¬1) الجيم؛ فإنها القراءة المنسوبةُ للربيع صاحبِ هذا التفسير (¬2).
(وقرأ الأعمش وعاصم: {فَعَدَلَكَ} بالتخفيف، وقرأه أهل الحجاز بالتشديد): فالمعنى (¬3) على قراءة التثقيل: جعلَكَ متناسبَ الأطراف، فلم يجعل إحدى يديك أو رجليك أطولَ، ولا إحدى عينيك أوسعَ، فهو من (¬4) التعديل، والمعنى على قراءة التخفيف: صرفَك إلى ما شاء من الهيئات والأشباه والأشكال، فهو من العُدول، ويحتمل رجوعها إلى معنى التثقيل -أيضًا-؛ أي: عَدَّلَ بعضَ أعضائك ببعض (¬5).
¬__________
(¬1) في "ج": "بنصب".
(¬2) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(¬3) في "ع": "بالمعنى".
(¬4) في "ع": "على".
(¬5) المرجع السابق، الموضع نفسه.

الصفحة 486