كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

سُورَةُ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
وُيذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الْوَسْوَاسِ} [الناس: 4]: إِذَا وُلِدَ، خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ، ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ.
(إذا وُلِدَ، خَنَسَه الشيطان): قال السفاقسي: وانظر معنى قوله: خَنَسَهُ (¬1) الشيطان، والذي في اللغة: خَنَسَ: إذا رجعَ وانقبضَ.

وقال القاضي: كذا الرواية في جميع النسخ، وهو تفسير وتصحيف، فإما أن يكون صوابه: "فَخَنَسَهُ الشيطان" كما جاء في غير هذا الباب في لفظ مسلم.
لكن اللفظ الذي جاء به بعد من غير هذا الحديث وهو ما روي عن ابن عباس: "يولَدُ الإنسانُ والشيطانُ جاثمٌ على قلبه، فإذا ذَكَرَ اللهَ، خَنَسَ، وإذا غَفَلَ، وَسْوَسَ"، فكأنَّ (¬2) البخاريَّ إنما أراد ذِكْرَ هذا الحديث، أو الإشارةَ إلى الحديثين، والله أعلم (¬3).
* * *

باب
2407 - (4977) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبي لُبَابَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ. وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ:
¬__________
(¬1) في "ع": "فخنسه".
(¬2) في "ع": "فكأنما"، وفي "ج": "وكأن".
(¬3) انظر: "مشارق الأنوار" (1/ 242). وانظر: "التنقيح" (2/ 1024).

الصفحة 507