كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 8)

وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
(وإنما كان الذي أُوتيت وحيًا يوحى (¬1)، فأرجو أن أكونَ أكثرَهم تابعًا يوم القيامة): يريد -والله أعلم-: أن معجزته العظمى هي القرآن المنزَّلُ عليه، وهي ثابتة إلى يوم [القيامة، بيِّنَةُ الحجَّةِ لكل أمة تأتي، لا يخفى وَجْه (¬2) ذلك على من تأمله، فلا يمر عصرٌ إلا ويظهر] (¬3) [فيه صدقُه بظهور مُخْبِرَه على ما أخبر، فيتجدَّد الإيمان، ويتظاهَرُ البرهان، وليس] (¬4) الخبرُ كالعِيان، والنفسُ أشدُّ طُمأنينةً إلى عين اليقين منها إلى علمِ اليقين (¬5)، وإن كان كلٌّ عندها حقًا، وسائرُ معجزات الرسل انقرضت بانقراضهم، ومعجزةُ نبينا لا تَبيد ولا تَنقطع، وآياته تتجدد ولا (¬6) تضمحلُّ، وإلى هذا أشار -عليه السلام (¬7) - بهذا الحديث، كذا قرره القاضي (¬8) في "الشفا"، قال: وهو الظاهر والصحيحُ إن شاء الله تعالى (¬9).
¬__________
(¬1) نص البخاري: "وحيًا أوحاه الله إلي".
(¬2) في "م": "وجوه".
(¬3) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(¬4) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(¬5) "منها إلى علم اليقين" ليست في "ع".
(¬6) في "ج": "متجددة لا".
(¬7) في "ع": "أشار عليهم".
(¬8) "القاضي" ليست في "ع" و"ج".
(¬9) انظر: "الشفا" (1/ 371).

الصفحة 512