كتاب موسوعة الألباني في العقيدة (اسم الجزء: 8)

مداخلة: نعم.
مداخلة: هل وقفت على شيء في هذا؟
مداخلة: اتهم بذلك، اتهم أنه لما جاء وفد المصريين والعراقيين إلى عثمان واصطلحوا معه على خمس: أنه المنفي يُرَدُّ، والمحروم يُعْطَى .. إلى آخره، ثم رجعوا إلى ديارهم، وفي الطريق اكتشفوا رجلاً يعرض لهم ثم يهرب، يعرض لهم كأنه يقول خذوني كما في الرواية، هنا توقفوا وقبضوا عليه، وفور قبضهم عليه سألوه: ما خبرك؟ قال: معي خطاب من عثمان إلى والي مصر مختوم، فطلبوا منه كشفه حتى كشفوه، فوجدوا فيه أن يقتل محمد بن أبي بكر وفلان وفلان، ويحلق لحاهم، كما في بعض الروايات، ويفعل .. ويفعل ..
هنا رجع الوفد إلى المدينة، وجاؤوا يحاجون عثمان رضي الله عنه بذلك، فحلف لهم عثمان بأنه لم يكتب كتاباً قط، فاتهموا مروان؛ لأنهم وجدوا عليه خاتماً، كما يقولون ويزعمون، ولأنهم وجدوا مع هذا الرجل أيضاً بعير لعثمان، فهنا قالوا: إما أن تكون أنت كتبته أو أن واليك الذي يحمل خاتمك قد كتبه، ثم ثارت الفتنة ..
هذا مجمل الروايات التي وردت في ذلك، ولكن أنا شككت في صحة أن يكون هذا مرسل من مروان أو من عثمان أو غيره، والذي ترجح لدي أو ملت إليه ووضعت احتمال، احتملت أنهم يكونوا في الطريق دبروا هذه المؤامرة وكتبوا هذا الخطاب، وأوعزوا إلى هذا الرجل أن يأتي ويعرض لهم كأنه يقول خذوني .. هناك طريق إلى مصر غير الطريق التي سلكها هؤلاء، ولو كان يريد الوصول إلى مصر فعلاً، لسلك طريق أخرى، لما جاء يتعرض لهم.

الصفحة 387