كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 8)

سنة 417 وظل يدبر شئونها حتى سنة 452 ووليها بعده ابنه المظفر عبد الملك، واستولى عليها القادر وثار عليه قاضيها ابن جحّاف، وأخذ فارس نصرانى يغير عليها هو السيد القنبيطور واستسلمت له سنة 487 فنكل بأهلها وذبح الآلاف منهم وأحرق قاضيها حيّا، ومات سنة 492 واستولى عليها المرابطون سنة 495.
ومن إمارات الشرق المهمة-بجانب إمارة بلنسية-إمارة دانية تملكها أول الأمر فى مدة أمراء الطوائف مجاهد الصقلبى منذ سنة 405 إلى سنة 436 وكان محبا للعلماء مجزلا العطاء لهم وللشعراء، وكان قد تملك مع دانية جزر البليار، وخلفه ابنه على الملقب بإقبال الدولة ومنه تسلم دانية المقتدر صاحب سرقسطة سنة 468 وخلفه على ميورقة مولاه أغلب وتولاها بعده مبشر الصقلبى وآلت إلى المرابطين.
ومن الإمارات المهمة فى الشرق مرسية، وهى-كما أسلفنا-من بنيان عبد الرحمن الأوسط، وثار بها فى زمن أمراء الطوائف المرتضى المروانى وبايعه الصقالبة الذين تغلبوا على الشرق وذهبوا به إلى غرناطة، فهزمهم زاوى بن زيرى وقتل المرتضى فى المعركة، وخلفه على مرسية أبو عبد الرحمن بن طاهر، وثار عليه أهلها وراسلوا المعتمد بن عباد فأرسل إليهم وزيره ابن عمار الشاعر فأخذها من يده وثار بها لنفسه، وثار عليه القائد عبد الرحمن بن رشيق، وتملكها أبو الحسن بن اليسع باسم المعتمد بن عباد ثم صارت للمرابطين. ومن إمارات الشرق أيضا المرية وهى من بنيان الناصر على البحر المتوسط وقد تملكها الصقالبة ثم معن بن صمادح إلى أن توفى سنة 443 وورثها ابنه المعتصم، وكان شاعرا وكريما جزل العطاء للشعراء، توفى سنة 484 وجيش المرابطين يحاصره.
ومن إمارات الغرب المهمة إمارة بطليوس، تملكها زمن أمراء الطوائف الأفطس عبد الله حتى سنة 430 فورثها عنه ابنه المظفر وهو من أعلم أمراء الطوائف وآدبهم، وخلفه عليها ابنه المتوكل سنة 460 ويؤثر له أنه انتدب أبا الوليد الباجى كبير فقهاء الأندلس فى زمنه ليدعو أمراء الطوائف إلى توحيد كلمتهم ضد نصارى الشمال، غير أن دعوته-بسبب أطماعهم-ذهبت أدراج الرياح، ومن يد المتوكل أخذ المرابطون هذه الإمارة وما كان يتبعها من المدن مثل أشبونة.

الصفحة 38